فإذا الأَشائِمُ كالأيا … مِنِ والأيامِنُ كالأشائِمِ (٤)
وكذاكَ لا خيرٌ ولا … شرٌّ على أحدٍ بدائمِ
أوردَها الدِّينَورِيُّ في ساجِ "المجالَسَةِ"(٥).
قلتُ: وإنما اختُصَّ الغُرابُ غالبًا بالتشاؤُمِ به أخذًا منَ الاغتِرابِ، بحيثُ قالوا: غُرابُ البَينِ؛ لأنه بانَ عن نوحٍ ﵇ لما وجَّهَهُ لينظُرَ إلى الماءِ، فذهبَ ولم يرجِعْ، ولذا تَشاءَمُوا به، واستَخرَجوا من اسمِهِ الغُربَةَ (٦). واللهُ الموفِّقُ.
(١) أخرجه الدينوري في "المجالسة" (٣/ ٢٩٧) رقم (٩٣٧)، من طريق ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو زيد عن أبي عبيدة قال: قال عكرمة، وذكره. وأبو زيد شيخ ابن أبي الدنيا: هو النميري، عمر بن شبة، وقد وثقه الدارقطني. انظر: "تاريخ بغداد" (١١/ ٢١٠). وأبو عبيدة: هو معمر بن المثنى، اللغوي المشهور، وهو صدوق. انظر: "التقريب" (٥٤١)، و"تهذيب التهذيب" (١٠/ ٢٢١). لكنَّ في سنده انقطاعًا بين أبي عبيدة وعكرمة مولى ابن عباس. والله أعلم. (٢) الأبيات للمُرَقِّشِ السدوسيِّ، عزاها له ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (١/ ١٤٥)، والجاحظ في "الحيوان" (٣/ ٤٣٦). (٣) قال ابن قتيبة: "الواقِ: الصُّرَدُ، والحاتِمُ: الغرابُ". "تأويل مختلف الحديث" (١٠٦). وانظر: "المجالسة" (٣/ ٢٩٨). (٤) قال ابن قتيبة: "يقول: ما جاءك يمينًا فهو كما جاءك شمالًا؛ ليس الأمرُ بشيءٍ". "غريب الحديث" (٢/ ٥١٨). (٥) "المجالسة" (٣/ ٢٩٨). (٦) ذكر ذلك ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (١٤٠)، ونقله عنه الدينوري في "المجالسة" (٣/ ٢٩٨). وانظر أيضًا: "الحيوان" (٦/ ٣١٢)، و"المستقصى" (١/ ١٨٣).