ومن غَصَبَ فضَّة فصاغها حليًا أو ضربها دراهم، أو دراهم فصاغها، أو حليًّا فكسره وصاغ منه *آخر يخالفه، أو نُحَاسًا فصنع منه* آنيةً أو حديدًا، فعمل منه سيوفًا، فقال ابنُ القاسم وأَشهَب: ليس لربّه أخذ ذلك وله مثل وزن فضّته ونُحاسِه وحديده، أو مثل دراهمه وقيمة حليّه.
قال الإمام: قد قدَّمَ مالك في صَدْر هذا الباب حديثين صحيحين: أحدُهما مُرسَلٌ، عن زَيد بن أسْلمَ؛ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال:"مَنْ بَدّلَ دِينَهُ فاضربُوا عُنُقَهُ"(٣). قال
(١) هذا الفرع مقتبس من المنتقى: ٥/ ٢٧٨. (٢) مالك في الموطَّأ (٢١٥٢) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٩٨٦)، وسويد (٣٠٣)، والشّافعيُّ في مسنده: ٣٢١، وفي الأم: ١/ ٢٥٨ (ط. النجار)، وابن بكير عند البيهقي: ٨/ ٢٠٦. (٣) أخرجه مالك في الموطَّأ (٢١٥١) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٧٦١، ٢٩٨٧)، وسويد (٣٠٤)، والشّافعيُّ في مسنده: ٣٢١، وابن وهب في كتابُ المحاربة من الموطَّأ: ٥٠. يقول ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٢/ ١٣٦ "هكذا روى هذا الحديث جماعة رواة الموطَّأ مرسلًا، وقد رُوِيَ فيه عن مالك بإسنادٍ مُنكَرٍ عن نافع عن ابن عمر، لا يصحّ به". ويقول في التمهيد: ٥/ ٣٠٤ "والحديث معروف ثابت مسندٌ صحيح من حديث ابن عبّاس" قلنا: وحديث ابن عبّاس أخرجه البخاريُّ (٣٠١٧، ٦٩٢٢).