المقدِّمة الأُولى في إقامة الأدله من الكتاب والسُّنَّة وبيان ما حلل وما حرم
قال الله تعالى:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} الآية (١).
قال علماؤنا (٢): معناه: أُحِلَّ لكم المُذَكَّى منها، وما كان في معناه، بدليل قوله:{إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} لأنّ المراد بقوله تعالى: {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} بعد ذلك من التّحريم، في قوله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} الآية (٣)، فَعَرَّفَنَا أنّ الذّكاة غيرُ عاملةٍ فيه.
وقولُه:{وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}(٤): هو ما ذُبحَ على النُّصب ممّا لا يأكلونه.
وقوله:{وَالْمُنْخَنِقَةُ} هي الّتي تُخْنَقُ بحبلٍ (٥)، أو الّتي صارت بالخناق إلى حال اليأس الّذي لا تُرْجَى معه حياة.
وكذلك "المَوْقُودَةُ": المضروبة بالعصا، أو (٦) بالخشب أو بالحَجَر، ومنها المقتولة بقَوسٍ البُنْدُق.
(١) المائدة: ١، وانظر أحكام القرآن: ٢/ ٥٢٩. (٢) المقصود هو الإمام ابن رشد، والنَّصُّ التالي إلى قوله: "الموقودة: المضروبة بالعصا" مقتبس من المقدِّمات الممهدات: ١/ ٤٢٣. (٣) المائدة: ٣. (٤) المائدة: ٣. (٥) بقصْدٍ أو بغير قصدٍ. (٦) من هنا إلى آخر الكلام انظره في أحكام القرآن: ٢/ ٥٣٧ - ٥٣٩.