١ - قيل: إنّه كلّ مطعوم على ما يقتضيه مُطلَق اللُّغة، وكان حالُهم يقتضي
ألَّا يُؤكَلَ طعامُهُم لقِلَّة احتراسهم عن النَّجَاسات، لكن الشَّرع يُبِيحُ ذلك؛ لأنّهم أيضًا يَتَوَقَّوْنَ القاذُورات.
قال أبو ثعلبة الخُشَنِي: سُئِل رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - عن قُدُور المجوسِ فقال:"أَنقُوهَا غسْلًا واطبُخُوا فِيهَا" وهو حديثٌ مشهورٌ (٥).
وغَسلُ آنيةِ المجوسِ فَرْضٌ، وغَسلُ آنيةِ أهلِ الكتابِ فَضلٌ ونَدْبٌ، فإن كان ما في
(١) أخرج نحوه الطّبريّ في تفسيره: ٨/ ٨٤ [ط. هجر] عن الشّعبيّ (٢) ذكر المؤلِّف في الأحكام: ٢/ ٥٥٢ أنّ هذا القول لا يصحّ؛ لأنّه ثبت عن البراء في الصّحيح أنّه قال: آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ}، وآخر صورة نزلت "براءة"، والصّحيح، عن ابن عبّاس قال: آخر آية نزلت آية الرِّبا، وقد رُوِي أنّها نزلت قبل موت النّبيِّ بيسير. (٣) علّق المؤلِّف في الأحكام: ٢/ ٥٥٢ على هذه الأقوال بقوله: "كلّها صحيحة، وقد فعلها الله سبحانه، فلا يختصُّ بعضُها دون بعض؛ بل يقال: إنَّ جميعها مرادُ اللهِ سبحانه وما تعلّق بها ممّا كان في معناها". (٤) المائدة: ٥. (٥) أخرجه أحمد: ٤/ ١٩٣، والترمذي (١٥٦٠)، (١٧٩٦) وقال: "هذا حديث مشهور من حديث أبي ثعلبة".