معناه: فعل به من الكرَامةِ فحل المتعجِّب من فِعْلِهِ.
حديث سادس:
قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "لا تَزالُ النَّارُ يُلْقَى فيها، حتَّى يضَعُ الجَبَّارُ فيها قَدَمَهُ" وفي بعض طُرُقِهِ: "حتّى يَضَعُ الجَبَّارُ فيها قَدَمَهُ، فتقولُ: قَطْ قَطْ"(١).
شرحه:
قال علماؤنا: معنى "قدمه" خَلْقٌ من خَلْقِهِ يُسَمَّى قَدَمًا، أضَافَهُ إضافَةَ الملك إلى نَفْسِهِ (٢)، كما يقال: سماؤُه وأرضه، وبيانُه في قَولِه:{لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}(٣).
وقال آخر: معناه أنّ البارئ تعالى يَخلقُ خَلْقًا يُسَمَّى قَدَمًا يملأُ بهم جهنَّم.
معناه: على صُورَةِ المَضْرُوبِ، فالهاءُ عائدةٌ على عَبْدِهِ (٥)، وغير ذلك من الأحاديث المُشْكِلَات، والتَّأويلُ عليها يطولُ.
خاتمةٌ:
واعلم أنّ الآي المتشابهة والأحاديث المشكلات امتحنَ اللهُ بها عبادَهُ على ما قدَّمناهُ في صدر الكلام (٦)، فلا يجوزُ لأحدِ أَنْ يتكلَّمَ بشكٍّ (٧)، ويكلِّف سامِعَهُ أنّ يردَّه
= الزوائد: ١٠/ ٢٧٠ وقال: "إسناده حسن". (١) أخرجه البخاريّ (٤٨٤٨)، ومسلم (٢٨٤٨) من حديث أنس. (٢) قاله ابن فورك في مشكل الحديث: ٤٥. (٣) يونس:٢. (٤) أخرجه مسلم (٢٦١٢) من حديث أبي هريرة. (٥) وهو الّذي اختاره ابن فورك في مشكل الحديث: ٧. (٦) جـ: "الكتاب". (٧) غ: "بثلثه".