والظَّرَابُ (٤) الجبال الصِّغار، واحِدُها ظِربٌ، عن الخليل (٥) وأبي عُبَيْدَة (٦).
وقوله (٧): "ليس في السّماءِ قزَعَةٌ" سحابةٌ، القَزَعُ السَّحابُ الصِّغار، وهو من أَحَبِّ السَّحاب إلى النّاس.
وقال أبو حنيفة (٨): "وسَلْع"(٩) جبل بقُرْبِ المدينة، بإسكان اللّام (١٠).
وأمّا ما يقال عند المطر، فكان ابنُ عبّاس يقول (١١): {كَصَيِّبٍ}(١٢) المَطَرُ (١٣).
وقال أهلُ اللُّغة، صَابَ وأَصَابَ يَصُوبُ (١٤)، ومنه كان النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - إذا رأى المطر قال:"صَيِّبًا نَافِعًا"(١٥) فيه الدُّعاء في الازدياد في (١٦) الخير والبركة والنفع به.
وقال ابنُ عُيَيْنَة حفظناه:"سيبا نافعًا".
قال الخَطّابي (١٧): "السَّيبُ العطاءُ، والسَّيبُ مَجرَى الماء، وجمعُه سُيُوب،
(١) قاله ابن حبيب في تفسير غريب الموطَّأ: ١/ ٢٥٥، وصاحب مشكلات موطَّأ مالكٌ: ٩٢. (٢) في كتاب العين: "أُكُم". (٣) في كتاب العين: ٥/ ٤٢٠. (٤) يقصد قوله - صلّى الله عليه وسلم - في الحديث الّذي رواه البخاريّ (١٠١٣)، ومسلم (٨٩٧) عن أنس. (٥) في كتاب العين: ٨/ ١٥٩. (٦) في غريب الحديث: ٤/ ٣٣٢. (٧) أي قوله س في حديث أبي سعيد الخدري الّذي رواه البخاريّ (٦٦٩)، ومسلم (١١٦٧). (٨) في شرح البخاريّ:" ... النّاس، عن أبي حنيفة، ولعلّه الصّواب ... (٩) ورد هذا اللفظ في حديث أنس، الّذي رواه البخاريّ (١٠١٣)، ومسلم (٨٩٧) بلفظ: "ما نرى في السَّماء من سحابٍ ولا قزَعَةٍ، وما بيننا وبين سَلْعٍ من بيت ولا دَارٍ". (١٠) انظر معجم ما استعجم: ٣/ ٧٤٧. (١١) أي يقول في شرح الآية الكريمة. (١٢) البقرة: ١٩. (١٣) رواه البخاريّ تعليقًا في كتاب الاستسقاء (١٥) باب ما يقال إذا مطرف (٢٣) ووصله الطّبريّ في تفسيره: ١/ ١٤٨، كما رواه أبو يعلى (٢٦٦٤). (١٤) حكاه البخاريّ في الموضع السابق، بلفظ: "وقال غيره" بدل "وقال أهل اللُّغة". (١٥) أخرجه البخاريّ (١٠٣٢) من حديث عائشة. (١٦) في شرح ابن بطّال: "من". (١٧) في غريب الحديث: ١/ ٤٩٢، واعتمد الخطابي على ابن السِّكيت في إصلاح المنطق: ١٩.