وأخرج ابن عدي عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته أم كلثوم قال لها:"إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد" ١.
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم".
فصل: في الأحاديث الواردة في فضله غير ما تقدم
وأخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع ثيابه حين دخل عثمان، وقال:"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة" ٢.
وأخرج البخاري عن أبي عبد الرحمن السلمي: أن عثمان حين حوصر أشرف عليهم، فقال: أنشدكم بالله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي، ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"من جهز جيش العسرة فله الجنة؟ " فجهزتهم، ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"من حفر بئر رومة فله الجنة؟ " فحفرتها، فصدقوه بما قال٣.
وأخرج الترمذي عن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله! عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله! علي مائتا بعيرٍ بأحلاساها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فنزل رسول الله يقول:"ما على عثمان ما عمل بعد هذه شيء" ٤.
وأخرج الترمذي عن أنس، والحاكم وصححه، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول:"ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم" مرتين٥.
وأخرج الترمذي عن أنس قال: لما أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن عثمان بن عفان في حاجة الله وحاجة رسوله"، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيرًا من أيديهم لأنفسهم.
١ أخرجه ابن عدي في الكامل "١٣٤/٥". ٢ أخرجه مسلم "٢٤٠١/٤". ٣ أخرجه البخاري "٢٧٧٨/٥". ٤ أخرجه الترمذي "٣٧٠٠/٥"، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة. ٥ أخرجه الترمذي "٣٧٠١/٥"، والحاكم في المستدرك "١٠٢/٣"، وقال أبو عيسى: حسن غريب من هذا الوجه.