قال مُجاهِد في قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَضَحِكَتْ}(١) يعني: حَاضَتْ (٢). قال الشاعر:
وَيهْجُرُهَا يَوْمًا إذا هي ضَاحِك (٣)
وقال بعضُ أهل التّفسير في قوله تعالى:{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}(٤) يعني حضن، وانشدوا (٥):
نَأتِي النِّساءَ على أَطهَارِهِنَّ ولا ... نَأتِي النِّساءَ إذا أَكبَرْنَ إكبارًا
وقيل: الحيض عبارة عن زَمانِ الحَيْضِ وعن مكانه، وعن الحَيْضِ نَفْسِهِ.
(١) هود:٧١. (٢) رواه الطجري في تفسيره: ١٢/ ٤٧٦ - ٤٧٧ (ط. هجر) وقال: "وقد كان بعض أهل العربية من الكوفيين [يقصد القراء في معاني القرآن: ٢/ ٢٢] يزعم أنّه لم يسمع ضَحِكَت بمعنى حاضت من ثقه" (٣) أورده المؤلِّف في أحكام القرآن: ١/ ١٥٧. كما أورده بلا نسبة أيضًا القرطبي في جامعة: ٩/ ٦٦ بلفظ: وإنِّي لآتي العِرْس عند طُهُرِهَا ... وأَهْجُرُهَا يَوْمًا إذا تَكُ ضَاحِكا (٤) يوسف:٣١. (٥) ورد هذا الببت بلا نسبة في تفسير الطّبريّ: ١٣/ ١٣٢ (ط. هجر) وأحكام القرآن: ١/ ١٥٩، ولسان العرب، مادة (ك ب ر). وعن هذا البيت يقول الطّبريّ:" وقد زعم بعض الرّواة أنّ بعض النّاس أنشده في "أكبرن" بمعنى"حضن" بيتا لا أَحْسَبُ أنّ له أصْلًا؛ لأنّه ليس بالمعروف عند الرُّواة".