قال الطُوسيِّ الأكبر (١): إنّما أمرَهُ بالوضوء عند النّوم؛ لأنّ الأرواح تصعد إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، فإن الأرواح تُبعَثُ على ما فارقت الأجساد في دار الدُّنيا. وأنشدوا لبعض الصُّوفية في ذلك (٢):
ورُبَّ عين رآها اللهُ بَاكِيَةَ ... من خَوفِهِ سَوفَ تَلقَى الرَّوْحَ وَالرَّاحَا
وأما قولُه:"اغسِل ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ" لم يمكنه القيام تلك اللَّيلة للعبادة، ولا قَرَبَتهُ الملائكة.
(١) هو أبو القاسم إسماعيل بن عبد الملك الطوسي (ت.٥٢٩) انظر أخباره في سير أعلام النبلاء:٢٠/ ٦ (٢) جل هذه الأبيات أوردها السّلفي في معجمه: ٢٦٥ وقال: أنشدني أبو محمد عبد الله بن القاسم بن عثمان المقرئ القيرواني بالشّغر، قال: أنشدني أبو المعالي الأديب قال: كان المؤدب محرز التونسىّ العبد الصالح كثيرًا ما ينشد هذه الأبيات ويبكي، وقيل إنها لأبي العتاهية. قلنا: وأوردها كذلك ابن الجوزي في بستان الواعظين: ٢٠٠ مع اختلاف في الألفاظ.