فيه دخولُ القياس في أُصولِ الدِّين، وبالقاس عُرِفَ الله، ولولاهُ ما كان للعلّم به سبيلٌ لأحدٍ من الخَلْقِ.
الحاديةُ والعشرونَ:
فيه العمل بخَبَرِ الواحدِ (١)، أخبرَ الحاكِمُ بمَن حضَرَ عمّن غابَ.
الثّانيةُ والعشرونَ:
فيه العمل بخَبَرِ الواحدِ في الأُمورِ العِظَامِ، فكيف لي الأُمورِ الصّغار؟!
الثالثةُ والعشرونَ:
تسميةُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - الطّاعونَ رِجزًا أُرسِلَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا (٢)، وقد سمّاه شهادةً عندنا، فقال:"وَالمَطْعُونُ شَهِيدٌ"(٣) وتحقيقه: أنّ الله تعالى جعلْهُ عذابًا لمن كان قبلنا بحِكْمَتَهِ، وجعلَهُ شهادةً لنا برحمته.
الرّابعة والعشرونَ:
قوله (٤): "لَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ" وإنّما ذلك لأمور منها: ألَّا تتعرَّضَ للحُتُوفِ، وإن كان لا نجاةَ من قدَرِ الله، ولكن من حُسْنِ قَدَرِهِ أنّ يسَّرَ لك الحَذَرَ.
ومنها: إِلَّا تُشرِكَ به، فتقولَ: لو لم أَدخُلْ ما مَرِضْتُ.
حديث مالك (٥)؛ أنّه بلَغَهُ أنّ عمر قال:"لَبَيْتٌ بِرُكبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن عَشَرَةِ أَبيَاتٍ بِالشَّامِ".
الإسناد (٦):
قال مالك:"يُريدُ يطُول الأَعْمَارِ وَالبَقَاءِ وَلِشِدَّةِ الوَبَإِ بالشَّامِ" وهذا الكلام في "الموطَّأ" عند بعض رواته (٧)، وليس هو في كلِّ الموطّآت.
(١) قاله ابن عبد البرّ في التمهيد: ٦/ ٢١٧. (٢) في حديث أسامة بن زيد في الموطَّأ (٢٦١٢) رواية يحيى. (٣) أخرجه البخاريّ (٥٧٣٣)، ومسلم (١٩١٤) عن أبي هريرة. (٤) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في الموطَّأ (٢٦١٣) رواية يحيى. (٥) في الموطَّأ (٢٦١٥)، رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٧١)، وسويد (٦٣٦). (٦) كلامه في الإسناد مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٧٨. (٧) منها رواية يحيى: ٢/ ٤٧٧.