وقد قال - صلّى الله عليه وسلم -: "بَينَ قَبرِي وَمِنْبَرِي رَوضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ"(٢)، والعمل في الموضع الّذي مُثِّلَ بالجنةِ أفضل من العمل في غيره؛ لأنّه أقرب إليها.
الثّالثة: فضيلة السّكنى.
قال النّبيّ -عليه السّلام-: "مَنْ صَبَرَ عَلَى سُكنَى المَدِينَةِ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَو شَفِيعًا يَومَ القِيَامَةِ". خرَّجه أبو عيسى (٣) عن ابن عمر (٤) وأبي هريرة (٥)، وخَرَّجَه مسلم عنهما جميعًا (٦).
الرّابعة: كفّارة ارتكاب محظورها
في "صحيح مسلم"(٧) عن سعد، أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - جعل كفّارته سلب الصّائد (٨)، وقال:"مَنْ أَحدَثَ فِيهَا حَدثًا أَو آوَى مُحدِثًا، فَعَلَيهِ لَعْنَةُ الله والمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ"(٩).
= في الأوسط (٦٨١٨) قال المنذري في الترغيب والترهيب: ٢/ ٢٢٧ "رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيِّدٍ قويّ" وقال عنه الهيثمي في المجمع: ٣/ ٣٠٥ "ورجاله رجال الصّحيح". (١) لعلّه يقصد الحديث الّذي رواه مالك في الموطَّأ (٢٥٩١) رواية يحيى، ومسلم (١٣٧٣). (٢) رواه بلفظ: "ما بين قبري ... " الطحاوي في مشكل الآثار: ٤/ ٧٠ من طريق عبد الله بن وهب ومُطَرِّف كلاهما عن الإمام مالك، والحديث أخرجه أيضًا النسائي في الكبرى (٤٢٩٠)، والبيهقي: ٥/ ٢٤٦، وأبو يعلى (١٣٤١)، والطبراني في الكبير: ١٣١٥٦، والأوسط (٦١٠)، وأصل الحديث بلفظ: "ما بين بيتي ومنبري ... " متفق عليه، أخرجه البخاريّ (١١٩٥)، ومسلم (١٣٩٠). (٣) في جامعه، كتاب المناقب. (٤) تحت رقم: ٣٩١٨، بلفظ: "من صبر على شِدَّتها ولأوائها ... " وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. (٥) تحت رقم: ٣٩٢٣، بلفظ: "لا يصبرُ على لأواء المدينة وشِدَّتِها أحدٌ إِلَّا كنت ... " وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. (٦) الحديث (١٣٧٧، ١٣٧٨). (٧) الحديث (١٣٦٤)، وانظر إكمال المعلم: ٤/ ٤٨٤. (٨) تتمّة الكلام كما في العارضة: ١٣/ ٢٧٣: "ومن لا يقول به يرى أنّها أعظم في الانتهاك من أنّ تفابلها كفّارة". (٩) أخرجه البخاريّ (١٨٦٧)، ومسلم (١٣٦٦) من حديث أنس.