ودليلنا: أنّ القتلَ أحد بدَلَي النَّفس، فلم يَثبُتْ للعبدِ على سيّده كالدِّيَة.
ولا يُقْتَل بعَبْد غَيرِهِ، وبه قال الشّافعيّ (١).
وقال أبو حنيفة (٢): يُقتَلُ به.
ودليلُنا: إجماعُ الصّحابةِ؛ لأنّه مرويٌّ عن أبي بكر، وعمر، وعليّ، وابن عبّاس، وابن الزّبَير، وزَيد بن ثابِت، ولا مخالفَ لهم. والمسألةُ طبوليّة في "مسائل الخلاف".
المسألة الرّابعة (٣):
قولُهُ (٤): "والقِصاصُ يَكُونُ بَينَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ" يريد: أنّ الرَّجل يُقْتَل بالمرأة، والمرأةُ بالرَّجلِ، وعليه الجمهور، إِلَّا ما روي عن الحسن (٥)؛ أنَّه قال: لا يُقتَلُ الرَّجلُ بالمرأةِ.
ودليلنا: قوله تعالى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}(٦)، ثمّ قال:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} الآية (٧)، وقال:{فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}(٨) فالظّاهر أنّه راجعٌ إلى جميع ما تقدّم ممّا ذكر أنّ الله أنزله.
ومن جهة القياس: أنّهما شخصان متكافئان في حدِّ القذفِ، فوجب أنّ يتكافئان في القِصَاص كالرَّجُلَيْن.
المسألة الخامسة (٩):
قولُهُ (١٠): "وَجُرحُهَا بِجُرْحِهِ" يريد: أنّ القِصَاص يجري بينهما في الأطراف،
(١) انظر الحاوي الكبير: ١٢/ ١٧. (٢) انظر المبسوط: ٢٦/ ١٣٠. (٣) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٧/ ١٢١. (٤) أي قول الإمام مالك في الموطَّأ (٢٥٦٠) رواية يحيى. (٥) الّذي عند ابن أبي شيبة (٢٧٤٨٤) عن الحسن قال: "لا يقتل الذَّكرُ بالأنثى حتّى يؤدّوا نصف الدية إلى أهله". (٦) المائدة: ٤٥. (٧) المائدة: ٤٥. (٨) المائدة: ٤٨. (٩) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٧/ ١٢١. (١٠) أي قول الإمام مالك في الموطَّأ (٢٥٦٠) رواية يحيى.