قال علماؤُنا المحدِّثون: هي جُدَّامة بضمّ الجيم وبتشديد (١) الدَّالِ المُهْمَلَةِ (٢)، والغِيلَةُ: بكسرِ الغَيْن ولا يجوز الفتح (٣).
وأصلُ الغِيلَة هاهنا: الشّرَ، يقال: غَايَلَهُ، أي: أَضَرَّهُ، وتقولُ، في تصويف الغِيل، قد أغال الرَّجُل وَلَدَهُ يُغِيلُه إِغّالةً وغَيْلًا، والولدُ مُغَالٌ، ومُغْيَلٌ والاسم منه الغيلة، والغِيلَةُ أيضًا -بكسر الغين-: أنَّ يخدع الرَّجُلُ الرَّجُلَ فيقتله (٤).
الأصول (٥):
قال الإمامُ: قول النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - (٦): "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ".
ذكر علماؤُنا في ذلك: أنَّه دليلٌ على جَوازِ حُكْمِ النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - بالاجتهادِ؛ لأنَّه لو كان وَحْيًا لم يَرِد عنه إِلَّا ما يَرِد نَسْخًا, ولكنَّ الحِكْمَةَ في ذلك والنُّكْتَةَ فيه أمرٌ يجبُ أنَّ تُحَصِّلُوهُ؛
= وابن القاسم (٩٥)، والقعنبي عند الجوهري (٢٥٢)، ومعن عند ابن سعد في الطبقات: ٨/ ٢٤٣، ومنصور بن سلمة وابن مهدي عند أحمد: ٦/ ٣٦١، وخالد بن مخلد عند الدارمي (٢٢٢٣)، وخلف ابن هشام ويحيى بن يحيى النيسابوري عند مسلم (١٤٤٢)، والطباع وابن وهب عند التّرمذيّ (٢٠٧٧)، والتنيسي عند الطبراني في الكبير: ٢٤/ ٢٠٨ (٥٣٤). (١) انظر المؤتلف والمختلف للدارقطني: ٢/ ٨٩٩. (٢) قال الدارقطني: "هي بالجيم والدّال المهملة، ومن ذكرها بالذّال المعجمة فقد صَحَّفَ" عن تهذيب الكمال للمزي: ٣٥/ ١٤٥، انظر أخبار جذامة في طبقات ابن سعد: ٨/ ٢٤٣، والاستيعاب: ٨/ ١٨٠٠، والاصابة: ٧/ ٥٥١. (٣) قال مالك في الموطّأ: ٢/ ١٢٧ رواية يحيى: "والغيلة أيَمَسَّ الرَّجُلُ امرأَتَهُ وهي تُرْضعُ" زاد ابن حبيب في شرح غريب الموطَّأ: الورفة ٨٤احملت أو لم تحمل، عزلها أو لم يعزل، وكذلك سمعت ابن الماجشون يقول" وانظر تفسير البوني للموطَّأ: ٩٣/ أ. (٤) انظر إصلاح الموطَّأ لابن السِّكِّيت: ١٠، ٢٧٢. (٥) في حديث الموطَّأ السابق ذِكْرُهُ. (٦) انظره في القبس: ٢/ ٧٧٤ - ٧٧٤.