معناه: فصلَّ لربَّك، وانحر كذلك، فتكون الآية على هذا عامة في الضّحايا والهدايا.
وقيل: يعني صلاة الصُّبْح عند المشعر الحرام، ثمّ النَّحر بَعْدَها بمِنًى.
وقيل: يعني صلاة العيد ثمّ النَّحر بعدها، وأن الآية نزلت بالمدينة وأمّا الحجِّ فلا صلاة عيد فيه.
وقيل: يعني به وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصّلاة عند النَّحر وهو الصّدر (٢).
وقيل: يعني به استقبال القِبْلَةِ.
هذا ذكرُ الآي، وأمّا الأثر والنظر، فقوله تعالى:{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}(٣) يعني: ذكر الثّواب، وقولُ الله يُوجِبُ الفضيلةَ، وعلى هذا تكونُ الأضحية (٤) سُنَّةَ من سنن الإسلام وشرعًا من شرائعه، قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ بِالنَّحْرِ وَهُوَ لَكُمْ سُنَّة"(٥)، وقال - صلّى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ نفَقةٍ بَعْدَ صِلَةِ الرحِمِ أَعظَم أَجرًا عِنْدَ الله من إرَاقَةِ الدَّمَاء"(٦). وفي الحديث الحسن (٧) أنّه قال - صلّى الله عليه وسلم -: "مَا عَمِلَ آدَمي يَوْمَ النَّحْرِ مِنْ عَمَلِ أحَبَّ إلى اللهِ مِنْ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ، أوْ من إِرَاقةِ دَمٍ، وإنها لَتَأتِي يَومَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا
(١) الكوثر: ٢، وشرح الآية اقتبسه المؤلِّف من المقدِّمات الممهدات: ١/ ٤٣٤، وانظر أحكام القرآن للمؤلِّف: ٤/ ١٩٨٦. (٢) قد وردت في مثل هذا روايات كثيرة انظرها في تفسير الطّبريّ: ٣٠/ ٣٢٥ - ٣٢٦. (٣) الحجِّ: ٣٦، وقوله: يعني الثواب، مقتبس من المقدِّمات الممهدات: ١/ ٢٣٥. (٤) من هنا إلى آخر الفقرة مقتبس من المقدِّمات الممهدات: ١/ ٤٣٤ - ٤٣٥. (٥) أخرجه الدارقطني: ٤/ ٢٨٢ من حديث ابن عبّاس بلفظ: " ... وليس بواجب" بدل: "وهو لكم سُنَّة". (٦) أخرجه البزاز في غرائب حديث مالك (٣٠) ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد: ٣/ ٥٩ من حديث ابن عبّاس، بلفظ: "ما من نفقةٍ بعد صِلَةِ الرَّحم أعظم عند الله من هرَاقة دَمٍ" قال الخطيب: "غريب لم أكتبه من حديث مالك، إِلَّا بهذا الإسناد". (٧) الحكم على الحديث من زيادات المؤلِّف على نصِّ المقدِّمات.