لحديث قيس بن عاصم، قال:"أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أريدُ الإسلامَ، فأمرني أن أغتسلَ بماءٍ وسِدْرٍ"، وهو حديث حسن (١).
٥ - ما يحرمُ على الجُنُبِ:
١ - يحرم على الجنُب أن يمكُثَ في المسجد:
لحديث عائشة قالت: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجُوهُ بيوتِ أصحابه شارعة في المسجد، فقال:"وجِّهوا هذه البيوتَ عن المسجد"، ثم دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يصنع القومُ شيئًا، رجاءَ أن تنزلَ فيهم رخصةٌ، فخرج إليهم بعدُ فقال:"وجِّهوا هذه البيوتَ عن المسجد؛ فإني لا أُحلُّ المسجدَ لحائِض، ولا جُنُبٍ"، وهو حديث حسن (٢)
[٢ - الصلاة.]
٣ - الطوافُ:
وقد تقدمت أدلةُ ذلك في "الفصل الرابع": ما يجبُ له الوضوءُ.
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٦١)، والترمذي رقم (٦٠٥)، والنسائي (١/ ١٠٩)، وأبو داود رقم (٣٥٥). (٢) أخرجه أبو داود رقم (٢٣٢)، وقال الزيلعي في "نصب الراية عقبَ هذا الحديث: وهو حديث حسن، قال ابن القطان في كتابه: "قال أبو محمد عبد الحق في حديث جسرة هذا بأنه لا يثبتُ من قِبَل إسناده، ولم يُبيِّن ضعفه، ولستُ أقول: إنه حديث صحيح، وإنما أقول: إنه حسن، فإنه يرويه عبدُ الواحد بن زياد: ثنا أفلتُ بن خليفة، حدثتني جسرةُ بنت دجاجة عن عائشةَ، وعبدُ الواحد ثقة، لم يُذْكَر بقادحٍ، وعبد الحقِّ احتجَّ به في غير موضع من كتابه، وأفلتُ، ويقال: فُلَيْتُ بُن خليفة العامري، قال ابن حنبل: ما أرى به بأسًا، وقال فيه أبو حاتم: شيخ قلت: وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (١/ ٨٢): صدوق. وقال الذهبي في الكاشف (١/ ١٣٧): صدوق، وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (١/ ١٨٥): "قد أخرج حديثه ابنُ خزيمة، وقد روى عنه ثقات من ووثقه من تقدَّم، وذكَرَهُ ابنُ حبانَ في الثقاتِ، وحسَّنه ابنُ القطان" وأما جسرةُ بنتُ دجاجة فقال فيها الكوفي: تابعيةٌ، وقول البخاري في تاريخه الكبير: عندها عجائبُ، لا يكفي في إسقاط ما روتْ، روى عنها أفلتُ، وقدامةُ بن عبد الله بن عبدة العامري". وانظر: مزيدًا من الكلام على هذا الحديث في "نصب الراية" (١/ ١٩٤). وخلاصةُ القول أن الحديث حسن، والله أعلم.