عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُرغِّب في قيام رمضان من غيرِ أن يأمرَ فيه بعزيمة، فيقولُ:"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفرَ له ما تقدم من ذنبه"، وهو حديث صحيح (١).
١٥ - عددُ ركعاتِ قيام الليل:
أقلُّه ركعةٌ، وأكثرُهُ إحدى عَشْرَةَ؛ لحديث عائشةَ الصحيح المتقدِّم في هذا الباب رقم (٩)، عددُ ركعاتِ الوتر.
[١٦ - مشروعية الجماعة في قيام رمضان]
عن عائشةَ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجَ من جوف الليل، فصلَّى في المسجد، فصلّى رجالٌ بصلاته، فأصبح الناسُ يتحدَّثون بذلك، فاجتمع أكثرُ منهم فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الليلة الثانية، فصلُّوا بصلاته فأصبح الناسُ يذكرونَ ذلك، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج فصلُّوا بصلاته، فلما كانت الليلةُ الرابعةُ عَجَزَ المسجدُ عن أهلِهِ. فلم يخرجْ إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطَفِقَ رجالٌ منهم يقولون: الصلاةَ، فلم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الفجر أقبلَ على الناس، ثم تشهدَ فقال:"أما بعدُ: فإنه لم يخفَ عليَّ شأنُكُم الليلةَ، ولكني خشيتُ أن تفرضَ عليكم صلاةُ الليل، فتعجزُوا عنها"، وهو حديث صحيح (٢).
وعن عبد الرحمن بن عبد القاريِّ، قال: خرجت مع عُمر بن الخطاب في رمضانَ إلى المسجدِ، فإذا الناسُ أوزاعٌ متفرقون، يُصلّى الرجُلُ لنفسِهِ، ويصلِّي الرجلُ فيصلّى بصلاتِهِ الرَّهْطُ، فقال عمرُ: إني أرَى لو جَمَعْتُ هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثلَ، ثُمَّ عزمَ فجمعهُمْ على أبيِّ بن كعب، ثم خرجْتُ معه ليلةً أخرى والناس يصلُّون بصلاة قارِئِهم، فقال عمر: نِعْمَتِ البدعةُ هذه، والتي ينامون عنها أفضلُ من التي يقومون - يعني آخِرَ الليل، وكان الناسُ يقومون أوَّلَهُ - وهو أثر صحيح (٣).
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٨٩)، والبخاري رقم (٢٧)، ومسلم رقم (١٧٣/ ٧٩٥)، وأبو داود رقم (١٣٧١)، والترمذي رقم (٦٨٣)، والنسائي (٤/ ١٥٦)، وابن ماجه رقم (١٣٢٦). (٢) أخرجه البخاري رقم (٩٢٤)، ومسلم رقم (١٧٨/ ٧٦١). (٣) أخرجه البخاري رقم (٢٠٠).