هو ما أنْهَرَ الدَّم وقطع الأوداج وهما عرقان بينهما الحلقوم.
[٢ - الأداة التي يصح بها الذبح]
عن رافع بن خديج قلت: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدًا وليست معنا مُدًى، قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْجِلْ أو أَرْنِي، ما أنهر الدَّمَ، وذُكرَ اسم الله فكل، ليس السِّن والظُّفُرَ، وسأحدِّثكَ، أما السنُّ فعظم، وأما الظفر فمدي الحبشة" قال: وأصبنا نهب إبل وغنم، فندَّ منها بعير، فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذه الإبل أَوابِدَ كأوابِدِ الوحشِ، فإذا غلبكُم منها شيء فاصنعُوا به هكذا"(١).
مدي: مفردها: مدية: الشفرة.
أرني: أي أدم الحز ولا تفتر، من قولك رنوت النظر إلى الشيء، إذأ أدمته، أو يكون أراد: أدم النظر إليه وراعه ببصرك؛ لئلا تزل عن المذبح، وتكون الكلمة ارن بوزن ارم.
فند منها بعير: أي شرد وهرب نافرًا.
أوابد: جمع آبدة، وهي النفرة والفرار والشرود، يقال منه: أبدت تأبدُ وتأبدت، ومعناه نفرت من الإنس وتوحشت.
[٣ - تعذيب الذبيحة حرام]
عن شداد بن أوس، قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله علي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله كتبَ الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فَأَحْسِنُوا القتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فَأَحْسنُوا الذَّبْحَ، وليُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَته، فليُرحْ ذبيحَتَه"(٢).
القِتلة: بكسر القاف، وهي الهيئة والحالة.
وليحد: يقال: أحد السكين وحددها واستحدها، بمعنى شحذها.
(١) أخرجه البخاري (٩/ ٦٧٢ رقم ٥٥٤٣)، ومسلم (٣/ ١٥٥٨ رقم ٢٠/ ١٩٦٨). (٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٤٨ رقم ٥٧/ ١٩٥٥)، وغيره.