عن أنسِ بن مالك - رضي الله عنه - أن جدَّتَهُ مُلَيْكةَ دعتْ رسولَ اللّه - صلى الله عليه وسلم - لطعامٍ صنعتهُ، فأكل منه، ثم قال:"قوموا فأصلِّي لكم"، قال أنس بن مالك: فقمتُ إلى حصير لنا قد اسوَدَّ من طول ما لُبِسَ، فنضحتُهُ بماءٍ، فقام عليه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وصففت أنا واليتيمُ وراءَهُ، والعجوزُ من ورائنا، فصلى لنا رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - ركعتين ثم انصرف، وهو حديث صحيح (١).
اليتيم: هو ضميرُ بن سعد الحميري، العجوز: هي أم أنسٍ، أم سليم.
٢٢ - اقتداء المفترضِ بالمتنفلِ وعكسُه:
عن جابر: أن معاذًا كان يُصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشَاءَ الآخرَة، ثم يَرْجِعُ إلى قَومه فيصلّي بهم تلك الصلاةَ، وهو حديث صحيح (٢).
* أما صلاة المتنفل بعد المتنقل فكما فعله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل، وصلَّى معه ابن عباس، وكذلك صلاته بأنس واليتيم والعجوزِ وغير ذلك، والكل ثابت في الصحيح وقد تقدم.
عن يزيد بن الأسود، أنه صلَّى مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وهو غلامٌ شابٌّ، فلما صَلَّى إذا رَجُلانِ لم يُصَلِّيَا في ناحية المسجد، فدعا بهما، فجيء بهما تُرْعَدُ فرائِصُهُمَا، فقال:"ما منعكما أن تصليا معنا؟ " قالا: قد صلينا في رحالِنَا، فقال:"لا تفعلوا، إذا صَلَّى أحدُكُم في رَحْلِهِ ثُمَ أدركَ الإمامَ ولم يصلِّ فليصلِّ مَعَهُ؟ فإنها له نافلةٌ"، وهو حديث صحيح (٣).
٢٣ - من أمَّ قومًا يكرهونَهُ:
عن عبد اللّه بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ:"ثلاثةٌ لا يَقْبَلُ اللّه منهم صلاةً: من تقدمَ قومًا وهم له كارهون … "، هذا الجزء من حديثٍ صحيح (٤).
(١) أخرجه البخاري رقم (٨٦٠)، ومسلم رقم (٦٥٨). (٢) أخرجه أحمد (٣/ ٣٦٩)، والبخاري رقم (٧١١)، ومسلم رقم (١٨١/ ٤٦٥). (٣) أخرجه أبو داود رقم (٥٧٥)، والترمذي رقم (٢١٩)، والنسائي (٢/ ١١٢). (٤) أخرجه أبو داود رقم (٥٩٣)، وابن ماجة رقم (٩٧٠)، قال الألباني - رحمه الله - في "صحيح ابن ماجة" رقم (٩٧٠): "وله تتمة أوردتُها في الضعيف".