١٨٠٧ - وقال أبو بكر: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء، عن مَالِكِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: لَقِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله جئت ببضاعتي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وما بضاعتك؟ " قال: الخمر، قال -صلى الله عليه وسلم-: "انْطَلِقْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فَأَهْرِقْهَا"(١)، قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا فَأَبَتْ نَفْسُهُ فَرَجَعَ إِلَيْهٍ، فقال: يا رسول الله ما لي وما لعيالي هارب ولا قارب غيرها (٢)، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اخْرُجْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ (٣) فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فأهرقها"، قال: ففعل، ثم رجع إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ فَقَالَ:"اللَّهُمَّ أَغْنِ فُلَانًا وآل فلان من فضلك"، فإن كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ لَيَمُوتُ فيورث ألف بعير.
(١) أي صُبَّها. لسان العرب (١٠/ ٣٦٦). (٢) المراد أنه ليس له مال سوى هذه الخمر، فليس له دخل ولا نفقة إلَّا من هذا الطريق. المستقصي في أمثال العرب (٢/ ٣٣٣)، والنهاية (٥/ ٢٥٧). (٣) أي بطن مسيل الوادي الذي تكون فيه البطحاء، وهو البحر الصغير.