وقال الذهبي: الحافظ، العلاّمة، مُحدث الأندلس، صَنف سُنَنًا على وَضْع سنن أبي داود، وصحيحًا على هيئة صحيح مسلم ... ثم ذَكَر كتبا أخرى (١).
وقال: انتهى إليه عُلو الإِسناد بالأندلس مع الحفظ والإتقان، وبراعة العربية، والتقدم في الفَتوى والحُرمة التامة والجلالة (٢).
قال ابن العماد: ثقة انْتَهى إليه التقدم في الحديث معرفة وحِفْظًا وعُلوّ إسْناد، رحل سنة (٢٧٤ هـ) فسمع بمكة وبغداد والكوفة، عاش (٦٣ سنة)(٣). تُوفي -رحمه الله- في جُمَادَى الأولى سنة (٣٤٠ هـ)(٤).
المطلب التاسع مُؤَلَفَاته
لقد شهد العلماء للحارث، بالعلم، ومعرفة الأحاديث، ورواية الأخبار، فقال عنه الذهبي:"كان حافظًا عارفًا بالحديث عالي الإسناد"(٥).
وقال الحافظ ابن حَجَر:"ثقة راوية للأخبار، كثير الحديث"(٦).
وذلك أنه -رحمه الله- اهتمّ بالحديث، والتاريخ، وأوْلى الأخبار عناية خاصّة حتى ألف كتابًا في ذلك. استَفاد من ذلك الكِتَابِ الأَئِمَةُ الذين ألَّفُوا في
(١) السير (١٥/ ٤٧٣). (٢) المصدر السابق. (٣) شذرات الذهب (٢/ ٣٥٧). (٤) السير (١٥/ ٤٧٤). (٥) المصدر السابق (١٣/ ٣٨٨). (٦) لسان الميزان (٢/ ١٥٧).