(٦) قال البزّار: حدّثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمَّد الفروي قال: حدثتني أم عروة بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جدها الزبير بن العوام أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى أحد فجعل نساءه وعمَّته صفية في أُطُم يقال له: فارع وجعل معهم حسان بن ثابت وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أُحُد فيرقى يهودي حتى أشرف علي نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى عمته فقالت صفية: يا حسان قم إليه حتى تقتله قال: لا والله ما ذاك فيّ ولو كان ذلك فيّ لخرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالت صفيَّه: فاربط السيف على ذراعي قال: ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطتّ رأسه فقالت له: خذ الرأس فارم به على اليهود قال: ما ذاك فيّ. فأخذت هي الرأس فرمت به على اليهود فقالت اليهود: قد علمنا أن محمدًا لم يكن يترك أهله خلوفًا ليس معهم أحد فتفرقوا وذهبوا. قالت: عائشة فمر سعد بن معاذ وهو يقول: مهلا قليلًا تدرك الهيجا جمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل قالت: وما رأيت أحدًا أجمل منه ذلك اليوم وكان عليه أثر صفرة وكان عليه درع مقلّصه وقد تزوَّج فبنى بأهله قبل ذلك بأيام فعليه أثر زعفران. قال: وكان حسان إذا اشتدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الكفار يفتح الأطم إذا كرُّوا رجع معهم. قال البزّار: لا نعلمه يروى عن الزبير إلَّا بهذا الإِسناد. (البحر الزخَّار ٣/ ١٩١: ٩٧٨، وكشف الأستار ٢/ ٣٣٣: ١٨٠٧).