٣٦٧٢ - وَقَالَ الْحَارِثُ (١): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، ثنا عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خرجت أنا وأم مسطح الأنصارية رضي الله عنها لِحَاجَةٍ لَنَا (٢) فَعَثَرَتْ (٣) فَقَالَتْ: تَعِسَ (٤) مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا (٥) قُلْتِ لِرَجُلٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عَائِشَةُ (٦) أَبْشِرِي" فَقَامَ إليَّ أَبِي وَأُمِّي رضي الله عنهما فَقَبَّلُونِي، فَدَفَعْتُ فِي صُدُورِهِمَا، فَقُلْتُ: بِغَيْرِ حَمْدِكُمَا ولا حمد صاحبكما (٧). أحمد الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا عَذَرَنِي (٨) وبرَّأني وَسَاءَ ظنُّكما (٩) إِذْ لم تظنَّا بأنفسكما خيرًا ... " الحديث.
(١) بغية الباحث ٢/ ٩١٣. (٢) في (عم): "لحاجة فعثرت". (٣) فعثرت: من العثرة وهي المرة من العثار في المشي، النهاية (٣/ ١٨٢). (٤) يقال تسع يتعس، إذا عثر وانكب لوجهه، وقد تفتح العين، وهو دعاء عليه بالهلاك، النهاية (١/ ١٩٠). (٥) في جميع النسخ: "بئسما". (٦) في (سد):"أبشري يا عاثشة"، وفي (مح): "يا عايشة". (٧) قال ابن الجوزي: إنما قالت ذلك إدلالًا كما يدل الحبيب على حبيبه. وقيل أشارت إلى إفراد الله تعالى بقولها: فهو الذي أنزل براءتي فناسب إفراده بالحمد في الحال ولا يلزم منه ترك الحمد بعد ذلك. ويحتمل أن تكون مع ذلك تمسكت بظاهر قوله -صلى الله عليه وسلم- لها: احمدي الله، ففهمت ومنه أمرها بإفراده تعالى بالحمد، فقالت ذلك ثم أضافت ما أضافته بداعي الغضب. انظر: الفتح (٨/ ٣٨٧)، تفسير سورة النور: باب لولا إذ سمعتموه. (٨) نزلت في ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [الآيات ١١ - ٢٥]. (٩) قالت ذلك لأنهما لم يستطيعا أن يشهدا ببراءتها أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.