ترى، حتى ما أُحِبُّ أن يفُوقني أحد، إما قال: بِشِرَاكِ نعلي، وإما قال: بِشسِع نعلي، أفمِنَ الكِبْرِ ذلك؟ قال:"لا، ولكنَّ الكِبْرَ مَنْ بَطِرَ الحقَّ وغَمَطَ النَّاسَ"(١).
٣٠ - باب في قَدْر موضع الإزار
٤٠٩٣ - حدَّثنا حفصُ بنُ عُمَر، حدَّثنا شُعبةُ، عن العلاء بنِ عبدِ الرحمن، عن أبيه، قال:
سألت أبا سعيد الخدريَّ عن الإزارِ، قال: على الخَبير سقطت،
قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ِ:"إزْرَةُ المُسْلمِ إلى نصفِ السَّاق ولا حرج -أو لا جُنَاحَ- فيما بينَهُ وبينَ الكعبينِ، وما كان أسفلَ منَ الكعبين فهو في النار، مَن جرَّ إزارَهُ بطراً لم يَنْظُرِ اللهُ إليه"(٢).
(١) إسناده صحيح. محمد: هو ابن سيرين، وهشام: هو ابن حَسّان القُردوسي، وعبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٥٥٦)، وابن حبان في "صحيحه" (٥٤٦٧)، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ١٨١ - ١٨٢، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦١٩٣) من طريق هشام بن حسان، به. قال الخطابي: قوله: "ولكن الكبر من بطر الحق" معناه: لكن الكبر كبرُ من بطِر الحق فأضمر كقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة: ١٧٧] أي: لكن البرَّ برُّ من آمن بالله. وقوله: غمط: معناه: أزرى بالناس واستخفَّهم، يقال: غَمِطَ وغَمِصَ بمعنى واحد، وفيه لغة أخرى: غَمَطَ وغَمَصَ، مفتوحة الميم. (٢) إسناده صحيح. وأخرجه ابن ماجه (٣٥٧٣)، والنسائي في "الكبرى" (٩٦٣٩ - ٩٦٣٤) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. وهو في "مسند أحمد" (١١٠١٠)، و"صحح ابن حبان" (٥٤٤٦) و (٥٤٤٧). =