وقيل: حببته فهو محبوب، وقوله:(حُبَّ) فعل: وهو فعل ما لم يسمَّ فاعله وأما (الشَّعْب) قيل: هو الإصلاح، وقيل: هو التفريق، قال:
وإذا رأيت المرءَ يَشْعَبُ أَمْرَه … شَعْبَ العَصا ويلح في العِصْيانِ (١)
أي: إذا رأيته يفارق الجماعة، لأن (العصا) يراد به الجماعة، فمعنى البيت: تَشَعَّب أي: تفرق.
ومن رواه (٢) بالغين المعجمة فالمعنى: أن تلك العوادي تدفع عن ورودها، فهي تكر بشغب، قال أهل اللغة: الشَّغْب: تهييج الشر، قال أبو عبيد: شغَبت على القوم وشغَبتهم وشعبت بهم (٣).
وشعفَه الحب كأنه غشي قلبه من فوق، وقوله: ﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠] أي: بلغ الحب شغاف قلبها، وأما (الفشْغ) يقال: انفشخ الشيء وتفشَّغ أي: انتشر، وتفشَّغ فيه الشيب ظهر، وأفشَغْتُ الرجل بالسوط إذا ضربته به.
* * *
= ينظر: الأغاني: ١/ ٢٢٦، رسالة الغفران للمعري: ١٠٢، شرح المعلقات للزوزني: ٤٧. (١) البيت لعلي بن الغدير الغنوي، ينظر البيان والتبيين: ٣/ ٥٥، أمالي القالي: ٢/ ٣١٢، تهذيب اللغة: ١/ ٢٨١. (٢) يقصد بيت ساعدة الهذلي. (٣) مجمل اللغة لابن فارس: ٥٠٦.