[٦٠٨] فيه حديث أبي بشير الأنصاري (١): قال أبو عبيد: كانوا يُقلِّدونها الأوتار لئلا تصيبها العين؛ فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسل -، بقطعها؛ يعلمهم أن الأوتار لا تَردُّ من أمر الله شيئًا، وقال النضر (٢): أي: لا تطلبوا عليها الذُّحول (٣) التي وُتِرتُم بها في الجاهلية، وقال محمد بن الحسن (٤): لا تقلدوها أوتار القَسِّي فتختنق.
* * *
[٦٠٩] وقوله: (خَمِيصَةٌ جَونِيَّة)(٥)، هذه الكلمة مضطربة في النسخ (٦)، ففي بعضها:(جَوْنِيَّة)، بالجيم والنون، وفي بعضها:(حُوتِيَّة) بالحاء والتاء؛ وفي رواية خارج الصحيح:(حُريثَيَّة)(٧)، فالكلمات منسوبة: إما إلى الجَوْن؛ وهو الأسود، أو إلى الحُوت؛ وهو قبيلة أو موضع، وإما إلى حُرَيْث: اسم رجل، وفي رواية:(حَوْتَكِيَّة)(٨)؛ أي: صغيرة، يقال: رجل حَوْتَكِيّ أي: صغير، و (الخَمِيصَة):
(١) أخرجه مسلم برقم: ٢١١٥، وأخرجه البخاري برقم: ٣٠٠٥. (٢) النَّضر بنُ شُمَيل: من أعلام النحو والغريب والشعر والحديث، وممن أخذوا عن الخليل، توفي سنة ٢٠٣ هـ، وينظر قوله في: غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ١، الغريبين: ٦/ ١٩٦٨، تهذيب اللغة: ١٤/ ٢٢٤، غريب ابن الجوزي: ٢/ ٤٥١. (٣) الذحول الثارات. (٤) ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ٢، وعنه: الأزهري في تهذيب اللغة: ١٤/ ٢٢٤، وغيره. (٥) حديث أنس: أخرجه مسلم برقم: ٢١١٩، وأخرجه البخاري برقم: ٥٨٢٤. (٦) ذكر القاضي عياض أنها رويت جَونية؛ وحَونية؛ وحوتنية؛ وحُريثية؛ وخيبرية، ثم وهنها جميعا؛ إلا: جونية وحريثية، ينظر: مشارق الأنوار: ١/ ١٦٦، وذكر النووي ألفاظا أخرى؛ ينظر شرحه على مسلم: ١٤/ ٩٩. (٧) عند البخاري: ٥٨٢٤. (٨) عند البيهقي في السنن: ١٣٢٥٦.