وقوله:(قَد غَلَّسْنَا) التغليس: السير بالظلام، وقوله:(أَذِنَ لِظُعُنِهِ) والظُّعُن: جمع الظعينة، وسميت المرأة ظعينة؛ لأنها تكون في الهودج، والهودج يسمى الظعينة، وقوله: ﴿يَوْمَ ظَعْنِكُمْ﴾ [النحل: ٨٠]، أي: يوم ارتحالكم.
[ومن باب تقديم الضعفة]
[١٥٩] الضَّعَفة: جمع ضعيف، وقوله:(بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي ثَقَل بِلَيلٍ)(١) الثقل: آلات المسافر، وقوله: ﴿وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: ٢]، يعني: ما في بطنها من الموتى؛ لأنها تثْقل بهم، وقيل: ما في بطنها من الكنوز، فالثَّقَل: ما يقدَّم من الأمتعة على الدابة.
[ومن باب رمي جمرة العقبة]
[١٦٠] قول عبد الله: (مِن هَا هُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، رَمَاهَا الَّذِي أُنزِلَت عَلَيْهِ سُورَةُ البَقَرَةِ)(٢) يعني النبي ﷺ، وإنما خص البقرة لأنها أول القرآن وأطول سورة منه، فكأن القسم أتى على جميع القرآن، وقوله:(فَاستَبطَنَ الوَادِي) أي: أتى بطن الوادي، وقوله:(فَاسْتَعرَضَها) أي: سيَّر ناقته عرضا.
وقوله:(الاِستِجمَارُ تَوٌّ) يعني: الاستنجاء، والتَّوُّ: الوتر، (وَرَمي الحِمَارِ تَوُّ) أي: وِتر، يقال: جاء فلان توًّا أي قاصرا على العرج على شيء، وفي حديث النخعي:(فَمَا مَضَت إِلَّا تَوَّة حَتَّى قَامَ الأَحْنَفَ مِنْ مَجلِسه)(٣) أي: إلا ساعة
(١) حديث ابن عباس: أخرجه برقم: ١٢٩٤، واللفظ: بعث بي رسول الله ﷺ بسحر من جمع في ثقل)، وأخرجه البخاري: ١٨٥٦. (٢) حديث ابن مسعود: أخرجه برقم: ١٢٩٦، وأخرجه البخاري: ١٧٤٧. (٣) هي قصة الشعبي مع الأحنف بن قيس، ذكرها الخطابي في غريب الحديث ١/ ١٠٢، نقلا=