فقد قال أبو إسحاق: الصابئة من النصارى، والسامرة من اليهود واستفتى القاهر باللَّه أبا سعيد الاصطخري عن الصابئة: فأفتى بقتلهم، لأنهم يعتقدون أن الكواكب السبعة مدبّرة (١).
والمذهب فيهم: أنهم إن كانوا يوافقون اليهود، والنصاري في أصل دينهم (٢)، فهم منهم، وإن خالفوهم في أصل الدين، فليسوا منهم (٣).
وأما المجوس، فلا يحل مناكحتهم.
وقال أبو ثور: يحل (٤).
(١) لأنهم يقولون: إن الفلك حي ناطق، لان الأنجم السبعة آلهة وهي: الشمس، والقمر، والمشتري، (جوبتير) وزحل، والمريخ، وزهرة، وعطارد، فأفتى الاصطخرى بقتلهم، فجمعهم القاهر ليقتلهم فبذلوا له مالًا كثيرًا فتركهم، وهؤلاء يتفقون مع قدماء اليونان في عبادة الزهرة، والمريخ وفينوس إله الجمال، وباكوس إله النبيذ، وجوبتير. أما السامريون: فيقال إنهم أصحاب موسى السامري وقبيله، وهم يقطنون نابلس من أرض فلسطين، ويشتهرون بأنهم سحرة أعاذنا اللَّه من شرهم ويعرفون باليهود السامريين/ المجموع ١٥: ٣٩٢. (٢) من تصديق الرسل، والإيمان بالكتب. (٣) وكان حكمهم، حكم عبدة الأوثان، / المهذب للشيرازي ٢: ٤٥. قال المقريزي: اعلم أن طائفة السمرة، ليسوا من بني اسرائيل البتة، وإنما هم قوم قدموا من المشرق، وسكنوا بلاد الشام وتهودوا، إلى أن قال: وعرفوا بين الأمم بالسامرة لسكناهم بمدينة شمرون، وشمرون هذه هي مدينة نابلس/ المجموع ١٥: ٣٩٢. (٤) يحل نكاحهم، لأنهم يقرون على دينهم بالجزية كاليهود والنصارى، ولقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب) تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ١: ٢٦٤.