فعلى هذا إذا دبغ جلد (الميتة)(١) وعليه شعر، فهل يطهر (الشعر)(٢)؟ فيه قولان:
أصحهما: أنه لا يطهر.
فإن (نتف)(٣) شعر المأكول في حال حياته، كان طاهرًا.
وحكي فيه وجه (آخر)(٤): أنه ينجس وليس بشيء.
وأما شعر الآدمي فطاهر (٥) إذا قلنا: لا ينجس بالموت في أصح القولين: وإن قلنا: إنه ينجس بالموت. فقد روى إبراهيم البلدي (٦) عن المزني رحمه اللَّه عن الشافعي رضي اللَّه عنه: أن الشافعي رحمه اللَّه رجع عن تنجيس شعر الآدمي.
(١) (الميتة): في أب، وفي جـ الميت. (٢) (الشعر): غير موجودة في جـ. (٣) (نتف): في أ: شق وهو تصحيف من الناسخ. (٤) (آخر): في جـ وفي أ، ب ساقطة منهما. (٥) يقول الشيرازي: اختلف أصحابنا في ذلك على ثلاثة طرق: - فمنهم من لم يثبت هذه الرواية وقال: ينجس الشعر بالموت قولًا واحدًا، لأنه جزء متصل بالحيوان اتصال خلقه، فينجس بالموت كالأعضاء. - ومنهم: من جعل الرجوع عن تنجيس شعر الآدمي رجوعًا عن تنجيس جميع الشعور، فجعل في الشعور قولين: أحدهما: ينجس لما ذكرناه، والثاني: لا ينجس، لأنه لا يحس ولا يتألم، فلا يلحقه نجاسة الموت. ومنهم من جعل هذه الرواية رجوعًا عن تنجيس شعر الآدمي خاصة، انظر "المهذب" للشيرازي ١/ ١٨. (٦) إبراهيم البلدي: هو إبراهبم بن محمد البلدي. ويقول الغزالي: أنه روي عن =