وكذلك رواه قتادة (١)، وثابت البناني (٢)، ومالك بن دينار (٣) وغيرهم قالوا: (يفتتح القراءة ب ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾).
ومنهم مَنْ قالَ: مَنْ كانوا (لا يجهرون ب ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾).
ولم يقل أحد منهم لا يقرأ: ب ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾ إلا ما جاء في رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن قتادة قال فيه: (لا يذكرون ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾) (٤).
خالف مالكاً أصحاب حميد الطويل وكلهم قالوا: كانوا يستفتحون، وفي رواية:(يفتتحون القراءة ب ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾) ولم يقل أحد منهم: إنهم كانوا لا يقرأون ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾.
لذا رجح الإمام الشافعي رواية الجماعة وأعلّ رواية مالك.
قال البيهقي: قال حرملة: قال الشافعي: وفي رواية مالك عن حميد خالفه سفيان بن عيينة والفزاري والثقفي وعدد لقيتهم سبعة أو ثمانية متفقين مخالفين له، والعدد الكبير أولى بالحفظ من واحد.
قال البيهقي: ثم رجح روايتهم برواية أيوب عن قتادة، عن أنس.
قال الشافعي: يعني يبدأون بقراءة أم القرآن قبل ما يقرأ بعدها والله
(١) البخاري (٧٤٣) وأبو داود (٧٨٢) والترمذي (٢٤٤) والنسائي (٢/ ١٣٣) وابن ماجه (٨١٣) وغيرهم. (٢) أحمد (٣/ ١٦٨) (٣/ ٢٨٦) وابن خزيمة (٤٩٧) والطحاوي (١/ ٢٠٣). (٣) أبو يعلى (٤١٥٩) والطبراني في الأوسط (٥٠١٨) وابن عدي في الكامل (٣/ ٥٢). (٤) مسلم (٣٩٩).