وقال ابن معين: لست أعجب ممَّن يحدِّث ويخطاء، إنما العجب ممَّن يحدِّث فيصيب.
بل قال أيضاً: مَنْ لا يخطاء في الحديث فهو كذاب (٣).
وقال الترمذي: لم يسلم من الخطأ والغلط كثيرٌ من الأئمة مع حفظهم (٤).
وهو كما قال الترمذي، بل لم يسلم من الخطأ بعض الصحابة ﵃ وقد استدركت عائشة ﵂ على بعضهم أحاديث ووهَّمتهم فيها، وقد جمع ذلك الزركشي في جزء أسماه «الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة»؛ لذا قال ابن المبارك: ومَن يسلم من الوهم، وقد وهَّمت عائشة جماعة من الصحابة في رواياتهم للحديث (٥).
[٣ - عدم كتابة الحديث حال سماعه]
وذلك أنَّ كثيراً من المحدِّثين كانوا يكرهون الكتابة ويحضُّون تلاميذهم على الحفظ.
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي نضرة قال: قلت لأبي سعيد (يعني الخدري)﵁: إنك تحدثنا أحاديث عجيبة وإنا نخاف أن نزيد
(١) تذكرة الحفَّاظ (١/ ٨٢). (٢) الآداب الشرعية (٢/ ١٤٠). (٣) تاريخ ابن معين برواية الدوري (٥٢). (٤) علل الترمذي الصغير آخر الجامع (٦/ ٢٤٠). (٥) «شرح علل الترمذي» (١/ ١٥٩).