وجرير بن عبد الحميد، رووه عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر أنها سمعت النبي ﷺ(١).
[علة الوهم]
ذكر حفصة في متن الحديث فقد جاء عن أم مبشر أنها قالت: سمعت النبي ﷺ يقول يوماً وهو في بيت حفصة: «إنه لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية»، فقالت حفصة: يا رسول الله أليس يقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا … (٧١)﴾ قال: «فمه ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقُوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾».
فلعله من هنا دخل الوهم على أبي معاوية فجعله من مسند حفصة ﵂، خاصة وأنها هي التي حاورت النبي ﷺ بينما هو من مسند أم مبشر، ويشهد لذلك ما رواه الإمام مسلم (٢) من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي ﷺ يقول عند حفصة: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها» قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا … (٧١)﴾ … ﴾ الحديث.
(١) العلل (١٥/ ٢٠٢). (٢) في صحيحه (٤/ ١٩٤٢ ح رقم ٢٤٩٦).