لذا قال النسائي عقب الحديث: هذا خطأ، قد روى هذا الحديث جماعة عن طلحة فلم يذكر أحد منهم:«ولكن أصوم يوماً مكانه»(١).
وقال ابن عبد البر: ولا يصح فيه قول: «صوما يوماً مكانه»(٢).
قال البيهقي في «السنن الكبرى»(٤/ ٢٧٦): قال المزني: سمعت الشافعي يقول: سمعت سفيان عامة مجالسه لا يذكر فيه: «سأصوم يوماً مكانه». ثم عرضته عليه قبل أن يموت بسنة فأجاب فيه:«سأصوم يوماً مكانه».
قال البيهقي: وروايته عامة دهره لهذا الحديث لا يذكر فيه هذا اللفظ مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى لا يذكره منهم أحد؛ منهم: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وعبد الواحد بن زياد، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويعلى بن عبيد، وغيرهم تدل على خطأ هذه اللفظة. والله أعلم. اه. (وانظر: «المعرفة» (٢/ ١٧٦) باب صوم التطوع والخروج منه قبل تمامه).
وروى الدارقطني (٢/ ١٧٦) من طريق محمد بن عمرو بن العباس الباهلي عن سفيان بن عيينة به، وقال الدارقطني:(لم يروه بهذا اللفظ عن ابن عيينة غير الباهلي ولم يتابع على قوله: «وأصوم يوماً مكانه»، ولعله شبه عليه والله أعلم لكثرة مَنْ خالفه عن ابن عيينة). فجعل الحمل فيه على الباهلي.
وتعقبه البيهقي بقوله: (ليس الأمر كذلك فقد حدَّث به ابن عيينة