لذا ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة اختصار الحديث. فقد نقل الخطيب من طريق إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول: لا يحلّ اختصار حديث النبيِّ ﷺ لقوله: رحم الله امرأً سمع منا حديثاً فبلَّغه كما سمعه (٢).
وعن يعقوب بن شيبة قال: كان مالك لا يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله ﷺ، ونقل عن أبي عاصم النبيل أنه كان يكره الاختصار في الحديث لأنهم يخطئون المعنى (٣).
ونقل ابن رجب عن أبي بكر الخلال قال: إنما أنكر أحمد مثل هذا الاختصار المخل بالمعنى لا أصل اختصار الحديث، قال: وابن أبي شيبة في مصنفاته يختصر مثل هذا الاختصار بالمعنى (٤).
وقال عنبسة: قلت لابن المبارك: علمت أنَّ حماد بن سلمة كان يريد أن يختصر الحديث فيقلب معناه فقال لي: أوَفطنت له؟ (٥).
ومن المبرزين في الاختصار سفيان الثوري، قال ابن المبارك: علمنا سفيان اختصار الحديث (٦).
(١) انظر ح (١٠٩٦). (٢) الترمذي (٢٦٥٧)، والدارمي (٢٣٠)، وابن حبان (٦٨)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وتتمة الحديث: «فرُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من سامع». (٣) الكفاية (١/ ١٩١ - ١٩٢). (٤) فتح الباري (٢/ ١٠٥). (٥) الكفاية (١/ ١٩٢). (٦) مسند ابن الجعد (١٨٢٣) والكفاية (١/ ١٩٢).