وهذا الذي ذكرناه عن قوام السنة في باب الاعتقاد، خاصة في الصفات، هو ما سار عليه في كتاب التحرير، عند كلامه عن أحاديث الصفات، فإنه يمسك عن الخوض فيها بالعبارات المبتدعة، وينأى بنفسه عن تلك التقريرات الجدلية، التي توقع أحيانا في إطلاقات محدثة، فيكتفي ببيان وجوب الإيمان والتسليم بها، مع تمام التنزيه الله سبحانه، ومن أمثلة ذلك:
٤ - حديث:(فَإِنَّ الله خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ)، قال فيه:(هَذَا مِمَّا يَجِبُ الإِيمَانُ بِهِ، وَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُ بِالتَّأْوِيلِ المُستَكرَه)(٤)، وقد ورد عن أبي موسى المديني أنه سمع الأصبهاني يقول:(أَخطَأَ ابن خُزَيمَةَ فِي حَدِيثِ الصُّورَةِ، ولَا يُطعَنُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، بَل لَا يُؤْخَذُ عَنهُ هَذَا فَحَسب)(٥).
(١) ص ٥٩٠ من هذا الكتاب (التحرير). (٢) ص ١٤٣ من الكتاب. (٣) ص ٤٥٣ من الكتاب. (٤) ص ٥٩٨ من الكتاب. (٥) سير أعلام النبلاء: ٢٠/ ٨٨.