كتاب التحرير في شرح صحيح مسلم - الأصبهاني

ومن كتاب البر والصلة - ومن باب النهي عن الظلم وتعظيم الأمر فيه - ص: 592

الإفلات والهرب، قال أهل اللغة (١): يقال: أفْلَتَه: خَلَّصه، وأَفْلَتَه: تخَلَّص منه، فقوله: (لَمْ يُفْلِتْهُ) (٢)، يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى الله، ويكون الفعل للعبد، ومعناه: لا يمكنه التَّخَلُّص منه، ويمكن أن يكون راجعا إلى العبد، ويكون معنى لم يفلته: لم يُخَلِّصه، يقال: أفلتُّه كذا فأفلت.

[٧٩٥] وقوله: (حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ) (٣)؛ يعني: التي لا قرن لها، قال أهل اللغة (٤): الجَلَحُ: ذهابُ شعرِ مُقدم الرأس، والأجْلَحُ من الهوادج: التي لا قبة لها، وفي رواية: (لِلشَّاةِ الجَمَّاء) (٥)؛ قال أهل اللغة (٦): شاة جماء: لا قرن لها، والأَجَمُّ: الرجل الذي لا رمح معه في الحرب.

[٧٩٦] وقوله: (فَكَسَعَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ) (٧)؛ قال أهل اللغة (٨): الكَسْعُ: أن تضرب برجلك على دبر شيء، ويقال: تبع آثارهم يَكْسِعهم بالسيف، وقوله: (يَالَ الأَنصَارِ): يا: حرف نداء، واللام لام الاستغاثة، وقوله: (دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنتِنَةٌ؛ أي: دعوا هذه الكلمة، يعني دعوى القبائل والاستغاثة بهم؛ فإنها شَنِعةٌ

---

(١) ينظر: العين: ٨/ ١٢٢، ومقاييس اللغة: ٤/ ٤٤٨.
(٢) حديث أبي موسى: أخرجه مسلم برقم: ٢٥٨٣، وأخرجه أحمد برقم: ٤٦٨٦.
(٣) حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم برقم: ٢٥٨٢، وأخرجه الترمذي برقم: ٢٤٢٠.
(٤) ينظر: العين: ٣/ ٨٠، ومقاييس اللغة: ١/ ٥١٢، والصحاح: ١/ ٣٥٩.
(٥) رواية أحمد في مسنده برقم ٧٢٠٤، وابن حبان: ٧٣٦٣، والحاكم: ٨٧١٦، والطبراني في الأوسط: ٥٤٧٧.
(٦) ينظر العين: ٦/ ٢٧، وتهذيب اللغة: ١٠/ ٢٧٥، ومقاييس اللغة: ١/ ٤٢١.
(٧) أخرجه مسلم برقم: ٢٥٨٤، وأخرجه البخاري برقم: ٤٩٥٠.
(٨) ينظر العين: ١/ ١٩٢، وجمهرة اللغة: ٢/ ٦٥٨، والصحاح: ٣/ ١٢٧٦.