وقوله:(فَانكَفَيتُ)؛ كذا في الحديث بترك الهمز (١)، و (البهيمة): تصغير البهمة، و (الدَّاجِنُ) الذي يعتلف في البيت، وقوله:(فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي)؛ أي: مع فراغي، وقوله:(يَا أَهلَ الخَندَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَد صَنَعَ لَكُم سُورًا)؛ السُّورُ بالفارسية: الضِّيافة، وإنما استتبع النبي ﷺ الناس إلى دعوة جابرٍ، لأنه وثِق بالله في الزيادة، ولم يكن ذلك في ملك جابر، وقال في حديث أبي مسعود:(إن شِئتَ أَن تَأْذَنَ لَهُ، وَإِن شِئتَ رَجَعَ)(٢)؛ إنما قال ذلك لأنه علِم أنه ربما لا تَطِيب نفسُه بحضور المتطفِّل، والمتطفِّل لا يحل له أن يأكلَ حتّى يأذنَ له صاحبُ الطعام، و (العَجِينَةُ)؛ كالذّبيحة والنّطيحة، وقوله:(وَإِنَّ بُرمَتَنَا لَتَغِطُّ)؛ أي: وإن قِدْرَتنا على النار لَتغلي.
وقوله:(فَأَدَمَتهُ)؛ أي جعلته إدامًا، يقال طعام مأدومٌ، قال صاحب المجمل (٥): الإدامُ ما يَطيُب به الطعام، وفي الحديث دليل على معجزة النبي ﷺ
(١) وأصله بالهمز، وهو كذلك في بعض النسخ، وفي نسخ أخرى: (فانكفيت)، ينظر: شرح النووي: ١٣/ ٢١٥، فتح الباري: ٧/ ٣٩٩، عمدة القاري: ١٧/ ١٧١. (٢) سبق تخريجه أعلاه برقم: ٢٠٣٦. (٣) حديث أنس: أخرجه برقم: ٢٠٤٠، وأخرجه البخاري: ٣٥٧٨. (٤) البيت لعمرو بن معد يكرب، ينظر: حماسة البحتري: ٤١٥، شرح ديوان الحماسة للأصفهاني: ٨٣، التمثيل والمحاضرة: ٦٥. (٥) مجمل اللغة: ٩٠.