صاحب المجمل: أوشك يوشك لا غير، وقيل: أوشك فلان خروجًا: من العجلة، ووَشكان ما كان ذاك: في معنى عجلان وأمرٍ وشيك (١).
* * *
[٢٨] وفي حديث أبي موسى الله ﵁: (وَيُرَى الرَّجُلُ الوَاحِدُ)(٢) بضم الياء ورفع اللام من الرجل، على أنه فعل ما لم يسم فاعله، و (تَرَى) بالتاء على الخطاب، الرجل نصب في رواية ابن بَّراد (٣)، وقوله:(يَلُذنَ بِهِ) يَأْذَنَ على وزن يَقُلْنَ، وهو مستقبل فعل جماعة النساء، قال أهل اللغة: لاذ به، أي: التجأ إليه، قال الله ﷿: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا﴾ [النور: ٦٣].
وفي رواية أبي هريرة ﵁:(حَتَّى يَكثُرَ المَالُ وَيَفِيض) يقال: فاض الماء يفيض: إذا كثر، وفاض الإناء: إذا امتلأ، وقيل: إذا سال من شدة امتلائه، وفي القرآن: ﴿تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ [المائدة: ٨٣]، أي: تمتلئ ثم تسيل، وقوله:(حَتَّى تَعُودَ أَرضُ العَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) يعني: مراعي ورياضًا.
[٢٩] وفي حديث آخر عن أبي هريرة: (حَتَّى يَهُمَّ رَبُّ المَالِ مَن يَقْبَلُ مِنْهُ صَدَقَتَهُ)(٤) وروي: (حَتَّى يُهِمَّ) بضم الياء، يقال: همه يهمه أي: أحزنه، وأهمه يهمه؛ أي: أقلقه، وأمر مهم، وفي القرآن: ﴿قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٤]،
(١) ينظر مجمل اللغة لابن فارس: ص ٩٢٦. (٢) برقم: ١٠١٢، وأخرجه البخاري برقم: ١٤١٤. (٣) وكذا في الرواية الأخرى عند البخاري تعليقا، كتاب النكاح، باب يقل الرجال ويكثر النساء. (٤) في النسخ المعتمدة: (صدقةً)، وفي طبعة دار التأصيل: ١/ ١٠٢٦، وكذا عند البخاري: ١٤١٢ وغيره ما يوافق رواية المؤلف: (صدقته).