سَحًّا؛ على وفق الروايتين هذا الأكثر، وروي:(سَحَّاءُ) بالمد على أن يكون تأنيث الأسَح، وإن لم يُستعمل الأسح، كما يقال:(ديمَةٌ هَطْلاء)(١) وإن لم يُستعمل الأهطل، وقوله:(لَا يَغِيضُهَا) أي: لا ينقصها، يقال: غاض الماء وغِضْتُهُ أنا، وفي القرآن: ﴿وَغِيضَ الْمَاءُ﴾ [هود: ٤٤]، أي: غاضه الله فغيض، وقوله: ﴿وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾ [الرعد: ٨]، أي: وما تنقص من التسعة الأشهر التي هي وقت الوضع.
وفي الحديث: دليل أنا نتقلب في نعم الله ليلا ونهارا، وأن ما بنا من نعمة فمنه، و (سَحاء): لا ينصرف، و (اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) منصوبان على الظرف.
وقوله:(لَم يَغِض مَا فِي يَمِينِهِ)؛ غاض [ … ](٢) أي: لم ينقص عطاؤه، ويكون ما في موضع الرفع، ويجوز أن يكون ما في موضع النصب مفعول يَغِض، والفاعل الله، وغاض يكون متعديا، أي: ينقُص عطاؤه، وقوله:(وَبِيَدِهِ الأُخرَى القَبضُ) والبسط والقبض يوسع ويُقتر، وفي القرآن: ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ﴾ [البقرة: ٢٤٥]، وقوله (يَرفَعُ وَيَخفِضُ) أي: يرفع قوما ويضع آخرين، ويجوز أن يكون المعنى: يرفع القسط ويخفضه، أي: يَنْصُرُ القسطَ وأهله وقتا، ويُسَلّط الظلمة وقتا.
= قال القاضي عياض ﵀: كذا ضبطناه - أي سحاء - على القاضي أبي علي وغيره) [إكمال المعلم، ٣/ ٥٠٩] (١) مطلع قصيدة لامرئ القيس: ديمَةٌ هَطْلاء فيها وطَفٌ … طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وَتَدُرّ والدِّيمة الهطلاء: المطر الدائم الغزير، ينظر ديوان امرئ القيس: ص ٧٨. (٢) محو في الأصل بقدر كلمتين.