للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُؤْمِنُونَ﴾ [المائدة: ٨٧ - ٨٨]. فمن موجبات قبول العمل التي يحرص الشرع على بيانها للارتقاء بالإنسان، وتطهيره مادياً ومعنوياً، وإعداده ليكون طيب الروح طيب الجسد، تحرّي الرزق الحلال بأنواعه من مأكل ومشرب ومنكح ومسكن .. إلخ والبعد عن الحرام. ومن مقتضيات رحمة الله بعباده أن هيأ لهم أسباب القرب منه. وللكسب الطيب علاقة بالإخلاص، ففيه خلوصٌ للجسد من خبَث الحرام، ليكون الطُهر والنقاء قد عمّ دين العبد وقلبه وبدنه فلا يبقى فيه خبث ولا يشوبه دنس. ويكون عند ذلك نفساً طيبة، تُشرع لها أبواب القبول بإذن الله. وفي الصحيح قال رسول الله : (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ) (١).

والرزق الحلال يطهّر الجسد ويضفي على الروح إشراقة الطهر، ويهيئ صاحبه للقرب من الملك القدوس، ويمنحه الفرصة بالفوز بمحبته فإن الله تعالى هو القدوس والطاهر في ذاته وصفاته، لا يقبل إلا الطيب النقي .. فمن تحرى الطيّب من الرزق طابت ذاته، وطابت بعد ذلك دنياه وآخرته.

و تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ [المائدة: ٤] هو الحلال الذي أباحه


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٢/ ٥١١/ ح ١٣٤٤)، وروى نحوه مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب (٢/ ٧٠٢١٠١٤/).

<<  <   >  >>