الأسلوب القصصي في القرآن من أكثر الأساليب تأثيراً، ولذلك فقد توسع القرآن الكريم في القصص الذي يحكي مواقف الأمم السابقة مع أنبيائهم، ومصارع المكذبين، ونوعّ فيه من الإطناب والإيجاز فتارة يفصّل ويسهب في العرض كقصة موسى وفرعون، وتارة يترك القصة تعبر عن نفسها كقصة إبراهيم وإسماعيل، ويطلق العنان لخيال القارئ للتحليق في أجوائها، ولا يخفى ما في ذلك من إثارة ومتعة فنية مع تحقيق غاية مقصودة لذاتها فالقرآن الكريم جاء لترسيخ حقيقة الغائية في خلق الكون وخلق العباد، ونفي اعتقاد العبثية، أنزله الله تعالى لغاية وهدف مقصود، غاية دينية تربوية ليتحقق عن طريقها الإيمان والتسليم المؤدي للقبول.
كما أن الأسلوب القصصي من أكثر الأساليب توجيهاً وبياناً لخلاصة تجارب أقوام ضلّت عن الحق عقولهم، وتاهت عن النور بصائرهم، ويبيّن من خلال ذلك مصارع قوم حُرموا القبول، وأسباب حرمانهم، وقومٌ تقبلهم الله وموجبات قبولهم. لاستخلاص العبر والعظات، والإذعان لجبّار السموات كما قال تعالى ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: ١١١]. فهذه قصة قوم سبأ، حرموا القبول لكفرهم نعمة الله وجحودهم