والقَذْفُ كما عرّفه ابن القيم:" هو الرمي بوطء، أو نفي نسب، موجب للحدّ فيهما"(١). والقذف كبيرة من الكبائر، ومن أعظمه جرماً اتهام المؤمنات العفيفات، وعدم التحرّج من بسط اللسان بالسوء، وقذف التُّهم وفاحش القول للمحصنات البريئات بجرأة وعدم اكتراث قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ٢٣].
تتسنّم هذه الآية الذروة في التهويل والتعظيم لكبيرة الإقدام على رمي المحصنات باللعنة في الدنيا بإقامة الحدّ عليهم، والحرمان من رحمة الله وتوفيقه، ثم ما يلحقهم يوم القيامة من لعنة الطرد إلى جهنم وبئس المصير حتى يستوفوا ما بقي لهم من لعنات.
وفي قوله تعالى: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ فما استعظمه الله تعالى إلا لشناعته، وعظيم قبحه، والأمر في قذف الرجال والنساء سواء ولكن خصّ النساء لضعفهن، وحيائهن، ففيه تحذير