ومن شروط القبول بعد الإخلاص، الاتباع هو موافقة الكتاب و السنة: فقد يكون العمل صادراً من عبد مسلم ومتوجهاً بكليته إلى الله مخلصاً فيه لوجهه تعالى، لكن العمل في ذاته ليس صواباً، مخالفاً لسنة المصطفى ﷺ فإنه بذلك قد لا يُتقبل من صاحبه، ولا يُرفع إلى الله.
[الأعراف: ١٥٧] مما يدل على أن القبول موقوف على الاتباع. وفي الخبر: عن العرباض ابن سارية (١)﵁ قال: صلى بنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقيل: يارسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: (عَلَيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
(١) العرباض هو أبو نجيح السلمي ﵁، صحابي جليل، كان من أهل الصفة، سكن الشام وتوفي بها سنة ٧٥ في خلافة عبد الملك بن مروان، ينظر الثقات لابن حبان (٣/ ٢٦٩)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ١٢٣٨).