وقد أثنى الله تعالى على رسله وأنبيائه فهم صفوة الخلق، و أكمل البشر، الذين حازوا أعلى درجات القبول، فهم مشاعل النور، وأئمة الهداية، منهم إبراهيم الخليل وابنه اسماعيل وموسى ونبينا محمد ﷺ، وقد التزمت في إيرادهم الترتيب الزمني:
أ - إبراهيم الخليل ﵇-:
وقد زكاه ربه ﷿ بصفات عديدة، وخلال عظيمة فقد آمن وحده و كل من سواه كانوا كفاراً، وأنكر على قومه الشرك وعبادة الأوثان بكل ما أوتي من حجة باليد واللسان والجنان. وتترادف الآيات في بيان الثناء وجزيل العطايا لإبراهيم الخليل ﵇ حيث بيّن القرآن الكريم بالتَّعريض والتصْريح في مواضع عديدة تضافرت مع بعضها البعض لتشكّل معاً سمات هذا النبي الكريم وهذا الإنسان الفذّ العظيم بأنه:
- كان صدّيقاً قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾ [مريم: ٤١] واسم الصدّيق مبالغة من كثرة الصدق في الحديث والوعد، فهو في جميع أحواله صادقاً مع نفسه لا يناقض سره علنه، صادقاً مع الناس قد أخلص النصح لأبيه وقومه، صادقاً مع ربه قد أخلص له