ما أجمل التعبير القرآني وهو يشحذ الهمم، ويضمّن بالمفهوم ذمّ التراخي والفتور والإبطاء، فالعبد إن لم يلتفت لآخرته، ويسابق إليها، أخذته الدنيا مع أعاصيرها وزوابعها وكان أمره فرطا. قال أهل التفسير في قوله تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [الحديد: ٢١] أي: لتكن منافستكم ومكاثرتكم في غير ما أنتم عليه بل احرصوا على أن تكون مسابقتكم في طلب الآخرة إلى ما كُلفتم به من الأعمال فتدخل فيه التوبة وغيرها. وسابقوا فيما تنالون به عند الله أعلى الدرجات. وسارعوا مسارعة المسابقين في المضمار إلى ما يوجب العفو و المغفرة، و التوبة من الذنوب (١).