القبول أمر جليل، ومطلب أساس، يسعى إلى تحقيقه كل الخلائق، والقبول موضوع متّسع باتساع الإسلام جميعه، كيف لا والإسلام عمل والقبول نتيجته، والإسلام زرع والقبول حصاده، وخير ما نستهل به هذا الموضوع المتشعب هو إلقاء الضوء على لفظه وتحقيق معناه حتى نتعرّف على الموضوع من جميع جوانبه، ونتتبع ذلك على ضوء لغة القرآن، ونرسل النظر فيما تخبئه من تصوّر وبيان.
أولاً: مفهوم القبول:
القبول في اللغة: ضد الرفض والرد (١)، ويقال تقبّله أي أخذه. والله تعالى يقبل الأعمال من عباده ويتقبّلها. ويقال قبلت الشيء قَبولاً إذا رضيته، فالقبول الرضا بالشيء، (٢).
ومما سبق يظهر أن الألفاظ المتعلقة بالموضوع لفظان رئيسان:
الأول: لفظ (يقبَل): كما في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ [الشورى: ٢٥]
(١) ومنه قول عائشة ﵂: (من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ) أي مردود غير مقبول والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، (٣/ ١٣٤٣/ ح ١٧١٨). (٢) ينظر لسان العرب (١١/ ٢١)، و المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص: ٦٥٤.