للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويراد به الموافقة على الشيء ويتبين معناه بحسب موقعه في سياق الآية فقد يراد به قبول الإجزاء أو الإثابة أو قبول الرضا وقبول المحبة المؤدي إلى المزيد من العناية والرعاية والارتقاء عند الله (١).

الثاني: لفظ (يتقبَّل): وهو مضارع على وزن يتفعَّل كما في قوله تعالى:

﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: ٢٧] وفيه أربعة أقوال:

١ - أنه يفيد دوام الصعود والترقي في معارج القبول (٢). فإن محبة الله للعبد تتفاوت بحسب التماس العبد وإتيانه لمحابّ الله، وكلما أدام العبد رفْع العمل الصالح بين يدي ربه وتقبّله الله منه خالصاً لوجهه انتهى به ذلك إلى شرف الحصول على أعلى درجات المحبة والقبول.

٢ - ويفيد الأخذ والتلقي والتكفّل بالشيء فمعنى قوله تعالى ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ

حَسَنٍ﴾ [آل عمران: ٣٧] أي تكفّل بها وتسلّمها وتلقّاها بالرضا والمحبة (٣).

٣ - ويفيد قبول الشيء على الوجه الذي يقتضي ثواباً كالهدية.


(١) ينظر تفسير الرازي (مفاتيح الغيب) (٨/ ٢٠٥).
(٢) ينظر المفردات في غريب القرآن ص: ٦٥٣.
(٣) ينظر تفسير الخازن (لباب التأويل في معاني التنزيل) (١/ ٢٤١)، وتفسير الزمخشري (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل) (١/ ٣٥٧).

<<  <   >  >>