للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المقدمة]

الحمد لله ذي الآلاء والنعم، الممتن على أمة الإسلام بالاصطفاء على سائر الأمم، والمتفضّل عليها بالعفو والمغفرة للخطايا و اللمم. والمحسن فوق ذلك بالقَبول وواسع العطاء والكرم.

أحمده تعالى، وأصَلّي وأسلم على النبي المصطفى فيما بلّغ عن ربه بأخلص جَنانٍ، وأفصح لسان، وعلى آله وصحبه ومن تَبعهم بإحسان.

أما بعد .. فإن من نعم الله تعالى أن فرض على عباده ما يثيبهم عليه، وشرع لهم من العمل ما يقع منه سبحانه موضع القبول، خلق عباده ويعلم ما يعتَورهم من هِنات وهفوات، بل من عظائمَ وموبقات، وما زال يقبل التوب، ويغفر الذنب، ويتجاوز عن السيئات. وما يزال العبد يتّبع هواه، ويتعدّى حدود مولاه، ويسلك في الجناية أبعد مداه، ثم يستغفر الله، فيجد الله لذنبه غافراً، ولقليل عمله متقبلاً، فيُثيبهُ عليه أعظم الأجر، حتى على ما قد نوى في قلبه من خير، مثنياً على عبده فوق ذلك بالثناء الجميل، والشكر الجزيل. يرْبي القليل بيمينه فيجعله لعبده كالجبل، ويثيبه عليه جنة الخلد بعد انتهاء الأجل.

يقبل التوبةَ عن عباده، ويقبل العملَ الصالح، ويقبل العبدَ ويُدنيه منه ويقرّبه، فسبحانه ما أجزل إكرامه! وما أجلّ إنعامه!.

<<  <   >  >>