إلاّ نفع غيره، تقبله وغفر له، ولكن هذا القبول دون القبول الأول فهو قبول رحمة وقبول مغفرة لكل أعمال العبد. وقد يدخل في ذلك حديث البغي والرجل الذي سقى الكلب فغفر الله لهما (١).
فالأول عمل العمل مخلصاً يبتغي التقرب به إلى الله فغفر الله له وأعلى منزلته.
والثاني عمل العمل متجرّداً يبتغي نفع غيره رحمة ورأفة بهم فغفر الله له لأنه أولى بالرحمة من عبده. فالأول قبول رفعة والثاني قبول مغفرة وشتّان بين هذا وذاك.
* * * *
[ب - قبول عمل بعينه]
ذكرت آنفاً أن القبول يتفاوت بحسب صلاح العمل، وبحسب صلاح العامل.
وقبول العمل بعينه لا يدل بالضرورة على نجاة العبد من المساءلة يوم القيامة فقد يكون العمل صادراً عن شخص قد أسرف على نفسه فلم تصل به أعماله إلى درجة المحبة والاصطفاء الخاص أو المغفرة لجميع الأعمال فهؤلاء توزن أعمالهم فما قُبل منها أثيب عليه.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: "والله تعالى لا يُخَلِّدُ في النار من عمل عملاً مقبولاً منه،
(١) سبق ذكرهما في سمات المقبولين، السمات الفردية، صفة الرحمة وإسداء المنفعة للخلق ص: ١٩٥.