يقومون من قبورِهم في سكينة وطمأنينة لا يفزعون إذا فزع الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا ويحشرون ركباناً فتستقبلُهم النوقُ البيضُ عليها رِحالُ الذهبِ فلطالما سهِروا في طاعةِ ربِّهم والناسُ نائمون .. ولطالما وقفوا يتهجَّدون في جُنْحِ الليالي والناسُ في ملذَّاتِهم سادرون. قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾ [مريم: ٨٥]. قال المفسرون: الوفد هم الركبان المكرّمون (١)، وقد رُوي عن علي ﵁ أنه قال:
"أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقاً، ولكنهم يؤتون بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة"(٢). وقال ﷺ:(يُحشرُ الناسُ يوم القيامةِ ثلاثةَ أصنافٍ: صنفٌ مُشاةٌ، وصنفٌ رُكبانٌ، وصنفٌ على وجوهِهم)(٣).
٢ - الأمن في عرصات يوم القيامة، والوقاية من فزع يوم الحساب والأمن يوم العرض، والنجاة من النار: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ
(١) ينظر تفسير الخازن (٢/ ١٠٨)، وتفسير البغوي (٢/ ١٢٠)، والوجيز للواحدي ص: ٦٨٩. (٢) تفسير الطبري (١٨/ ٢٥٤). (٣) جزء من حديث أخرجه أحمد في المسند (٨/ ٣٧٦/ ح ٨٦٣٢)، والترمذي في السنن (٥/ ٣٠٥/ ح ٣١٤٢)، وقال الأرناؤوط: "حسن لغيره " في مسند أحمد.