١ - طاعة الله ورسوله ﷺ-: قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: ٦٩] فمن أرفع العباد منزلة، وأوجبهم لمحبة الله واصطفائه وقبوله أكثرهم طاعة له ولرسوله، وإنها لكبيرة إلا على الصادقين في جهاد أنفسهم وأهوائهم، فما أكثر من يدّعون الطاعة لله ورسوله ﷺ وهم بعيدون عنها. فإذا وفّق الله العبد لطاعته كان ذلك من أعظم نعم الله عليه، وأجلّ أفضاله على عبده. وقد عدّهم الله من أصفيائه الذين اختارهم وأنعم عليهم ولذلك قال: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ وكأنه لم ينعم سبحانه إلا على هؤلاء وذلك لأن جميع نعم الدنيا لا مجال لمقارنتها بهذه النعمة فهي النعمة الحقيقية، وهي النعمة التامة المطلقة والنعمة الباقية (١).
فهي النعمة الحقيقية: لأنها موصلة إلى رضوان الله والهداية لسلوك صراطه المستقيم قال تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ٧﴾ [الفاتحة].
(١) ينظر الفقه الأكبر (٩/ ٦٠١٧)، وبدائع الفوائد (٢/ ٣٤).